وللصيف عيون تترقب انتعاشا آخر للكسرة .. فالكسرة بنت الصيف منذ أن كانت ينبع النخل مسرحا للرديح ، وملتقى المصطافين فيه . يتغنى بها النخيل .. شدو أغصانه تحمل من روح الخمائل عبقا للفاغية ، وأرجا للفل الصابح على تعب المساء ، يومها يسهر المصطاف والدنيا معا .
كتب الصفاء والمؤانسة قصيدة خلت حروفها من الاعتلالات ولاءات المشاغل والهموم .. تدور في قمرائها لغة من الرواء المعطر على ورق الحناء وبأنداء تصطبح الغناء في رؤوس لنخيل تلم على صوته اشتياقات ثمره نشيدا
الصيف للمـكــــــــتمل نزهه
لا ســـار كل الطلب موجود
ولا مشـــــــــاغل ولا شدهه
وكل الأحـــــــبه عليه ترود
لا أعرف قائلها ، ولا أحفظ لها رواية غير هذه ، وأجدها مناسبة لمن يعرف عنها أو عن قائلها أن يتصل بالصديق ( أحمد ظاهر ) ليضيف إلى اهتمامه بتوثيق الكسرة كسبا يهمه .
لأعود فأستوحش مما أشغل الناس الآن ، وأتعب خواطرهم في زحمة ما يجدونه من لذة العيش وترف الحياة .
وليت شعري ألا يكون الماضي القريب بعيدا عنهم يوم أن كان الناس أصفياء على رحابة من القلة والاقتناع المصوّر على طرفي الكسرة القائلة :
يا نفس سفي دقيــــق القوز
تقــــــــــانعي به عن السكر
راحت ليــــالي النقل واللوز
واليوم بحـــــر الهوى عكر
خاتمة
وفي شئ من التوجد أردده في خلوة النفس إلى شاعر رده الأستاذ حمود الوافي :
سلام ينصى جنـــــابك طيف
حلو العيــون التي تصطاف
في مربع الأنس يوم الخيف
مرهي ومستكمل الأوصاف
ذاك الصفا نســـــتعيده كيف
ونرجعـــــــه للذي ما شاف
عذب الليالي وطيب الصيف
اللي مضى والجديد يضاف
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق