عن لقطة لحالة الشعور المر أرصد انثيالات الحزن في أصعب لحظات الموادع تصورها عدسة فنان .. له اهتماماته بالكسرة يكتبها لحظة من البوح المسكون بالعشق يؤرخ لها ليسكنها خزائن الحفظ . يلم شتاتها وشعثها التفاتات حائرة على شاطئ الضياع ، تدرج بها من ألف كسرة وكسرة إلى موسوعته الخالدة – وإن بخل بها علي - فقد أخذت طريقها إلى أوسع أسواق الاهتمام بهذا الموروث الجميل .
أعود معه إلى صورته المؤطرة بالإحساس الدافئ يعمد إلى توليفة الحرف في صورة من جمال التركيبة " صمت الموادع " في كسرته المنشورة على " تضاريس المدينة " في عددها الجمعة ما قبل الماضية .
يستدعيك إلى التفكير فيها ، ويدعوك إلى تقليب صفحات محفوظك لمثيلاتها عند ابن الرمة :
عشية مالي حيلة غير أنني
بلقط الحصى والخط بالترب مولع
أخط وأمحو الخط ثم أعيده
بكفي والغـــــــــربان في الدار وقع
وتعيدك ثانية إلى ذلك الشرود المتفرد عند الملك الضليل " امرئ القيس " يستبطن الحي ليقف لدى عرصاته " ناقف حنظل "
في استحضار تغلبت عليه المفردة المعاصرة وفي شكل من التجديد المطلوب لقالب الكســرة وهو المنادى به للابتعاد عن لغة الخطاب المباشر والسائد في الكثير مما ينشر اليوم من الكسرات نطلبه وندعو إليه دعوتنا للصــــديق
" عبد الرحيم الأحمدي " صاحب هذه الصورة الرائعة ، والجهد المشكور بدوام التألق في عالم نهتم به ونجيره للأجيال القادمة حديثا لا نمله من الوله والعشق للمفردة الجميلة والصورة الأكثر إبهارا تتعشق الكسرة ... تجتمعان لتسافرا بها إلى آفاق تستأني النوائح عليها لتؤكد قابليتها إلى التطوير والتجديد كأحد نماذج الشعر الشعبي المتجدد بما لا يغيب اصالته وعمق الإحساس به.
ومثل الصورة عنده لا اخالها إلا توأم للحالة الشعورية المؤثرة يأخذك إليها مبدعنا " عايد القريشي " في قوله :
ليتك معي حاضـــــــــر القاله
حين الموادع وضيق الخلق
والله ياســــــــــــرت في حاله
يرثى لها والعــــــــــدو يرق
صورتان من الحزن الموادع ، لا أختم بهما . بل أنتقل بك عزيزي القارئ إلى حالة شعورية مفرحة في القول :
عيش الفرح أجمل اسعاده
على أمل في طلوع الشمس
ترسم تباشـــــــــير ميعاده
وتجدده عن بقـــــــايا أمس
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق