وقتك والأيـام لا تطمع
تبقى على حــــــــالها وتدوم
كم فرقت قدر ما تجمع
أصحاب في ليامها وخصوم
حقيقة لا مراء فيها ولا جدال حولها . تختصرها الكسرة على مساحة يتكسر فوقها امتداد الصوت إلى البعيد . ليختزل الإطالة المملة والمخلة في نفس الوقت وتضعك على طريق يرتاحه القارئ، ولا يصعب معه الفهم . وهو عادة ما تنتهجه الكسرة ، ومن هنا اكتسبت قطعية الاسم لقابليتها لذلك الاختزال غير المخل بالمعنى وفي أضيق حدود التعبير .
أسلوب لا يتأتى إلا عن قدرة ومكنة لدى الشاعر. وبالمناسبة سئل الشاعر الكبير " محمد أبو شعبان " يرحمه الله ، وهو الشاعر صاحب الأسلوب المميز والمتفرد والذي يعمد فيه دائما إلى خلق حيثيات الابتسام والطرافة معبرا إلى عمق المعنى وسهولة التناول ـ سئل عن سبب تعمده لهذا فأجاب بالعبارة : " ليفهم الفام والفهام " عبارة يسافر بها ليسجل نفس الحضور المرح لهذا الشاعر .
وعلى شاكلته جاءت ضرورة أن تلتزم الكسرة بالاختصار الذي يحمل المعنى على الطريق السهل ولا يبعد بها عن خاصية الشعر في خفة من الظل المنتهز للحظة يقفز بها فوق الحرف جماليات من الصور والإبداع المعبر ليختلف عن عادية النثر .
خاتمة :
بعفوية الشعر لا يغيب " أبو شعبان " عن ملاحته في عشقه للرديح :
سمعت حس الصفا والزير
أقلق منامي وجـينا له
حــزات نمشي وحزه نغير
والكل يبغى صفا باله
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق