الأقلام التي نظرت وتنظر للرديح محسوبة عليه أيا كانت وبأي عاطفة تكتب .. ولا بد أن يكون في تصورها التوافق الروحي والتآلف الوجداني لمجموعة الصف الذي عادة لا يتأتى بفرضية جبرية أو معادلة مجهولة الطرف .
وحيث كان العرف السائد قديما ، والمتعارف عليه أن يكون لكل صف أو شاعر بحريته التي تصنع الهالة حوله وتتحمس له ، ومن هنا جاء "التعريب " وهو اصطلاح معروف يعمد إليه حالة العجز أو التأخر في الرد عن المسموح ، ويحسب على الشاعر القبيل تنتظره البحرية وتنصت إليه لتعلن من خلاله الانتصار لشاعرية صفها ، وهو ضرب من طرافة اللعبة وملاحتها . لا نجده اليوم ربما لافتقاد معامل الخصوصية وتوافر البحرية على خلاف السابق يوم أن كان لكل شاعر خصوصية بحريته وتنوع أدوارهم نذكره عند الشاعر أحمد سليمان :
سلام جينا اثناعشر ألف
قبــــــايل العز ملتمه
كلش رفاقه ما فينا حلف
إلا بناخي وولد عمه
ونترحم مع أبي شعبان على بداية التناقص وزحمة الانشغال في قوله :
اللي مضى عسكري ألفين
ما بين جندي وطيارين
والليــله اللي معي عشرين
وباقي الجـند معذورين
ومهما يكن فإن حتمية التواجد الغائب تفضي إلى ضرورة أن يكون هناك ما يشيع الانشراح ويقوي مشاعر الفرح بالمناسبة توافقا واتفاقا حميمين على اقتسام البحرية وتوازع الالحان بين الصفوف ، وتوقيت كسر اللحن ،وأن تعطى الفرصة لكل الشعراء وبما يخلق الامتداد والتنافس المطلوبين ، ويبقى الحكم لمتذوقي الشعر ومثمنيه .
خاتمة : مجموعة المفردات التي شكلت لغة الهجوم على الرديح يمكن أن تكون غير المفردات في ظل الحب ونية الإبقاء على هذا الموروث .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق